تفاقمت معاناة الأسر الفلسطينية في محافظات الوطن عامة بعد جائحة كورونا، وباتت بعض الاسر الفلسطينية تشكو ضيق الحال، فقد ارتفعت نسبة البطالة، وقل الدعم الخارجي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وبات الفقير يدفع الثمن مضاعفا، فلا وظائف متوفرة، ولا مساعدات حكومية، ولا دعم خارجي، ناهيك عن الارتفاع الحاد في أسعار السلع والمواد التموينية.
وهنا، أيقنا في مؤسسة فلسطين الخير أن واجبنا بات مضاعفا، وأن حملنا زاد، وأن متطلبات الاسر الفقيرة والاسر التي يعاني أفرادها من ظروف معيشية وصحية صعبة، تنظر الينا وتتأمل بنا الخير، وبات لزاما علينا أن نبدأ رحلة البحث عن من يغيث هذه الاسر، ويشاركنا في تحمل الأعباء التي وجدنا لنحملها .
فبدأنا باطلاق برامجنا المختلفة، والتي تستهدف أهل الخير والمروءة، ورجال المال والاعمال، وسيدات المجتمع، والمؤسسات الخاصة والشركات، فطرقنا الأبواب، وبدأنا بالتحرك لنجدة أهلنا وأحبتنا.
وعادة ما نبدأ بطرق أبواب من عودنا أن يكون شريكا لنا، وأن يساهم معنا في توفير احتياجات الأسر الفقيرة التي تأملت بنا وبأهل الخير كل الخير، فكان السيد أبو الرائد الفقهاء، من قرية كردلا في محافظة طوباس والأغوار الشمالية أول من لبى النداء، فقد اعتدنا على مبادراته ودعمه ومساهماته العديدة، فقام وأهل قريته ورجال الخير هناك بتوفير كميات كبيرة جدا من الخضار من مختلف الأصناف (بندورة، خيار، فلفل حلو، فلفل حار، زهرة، باذنجان صغير وكبير، سبانخ، كوسا وغيره).
وحال تسلمنا هذه الكميات الكبيرة، بدأنا بفرزها وتجهيزها لتوزيعها على قائمة الأسر التي أعددناها مسبقا، 85 اسرة من محافظات نابلس وبيت لحم والقدس، وثلاث مؤسسات ايواء في محافظة القدس، وزعنا الحصص على المستفيدين، وأسعدناهم وساعدناهم، ووفرنا بعض احتياجاتهم، وتركناهم ونحن على يقين أنها البداية فقط، وأن ما قدمناه لهم هو جزء بسيط من احتياجاتهم، ولكنا وعدناهم بأن نعود قريبا ومعنا المزيد.
لقد انطلقنا في مؤسسة وبرنامج “فلسطين الخير” في العام 2011 وكان وما زال شعارنا قول رسولنا الحبيب “من لا يشكر الناس، لا يشكر الله” فكل الشكر والتقدير لمن قدم وتبرع وساهم باسعاد الناس، وكل الشكر لمن تطوع معنا، وساعدنا بتجهيز احتياجات الأسر.
لقد انطلقنا من اليوم الأول لتأسيسنا، وأمامنا هدف واحد، وهو مساعدة أهلنا واخوتنا واسرنا التي تمر بظروف صعبة، والتي ابتليت بالمرض أو الاعاقة أو الفقر، فبدأنا بالتجهيز للمبادرات على مدار العام، من مبادرة لتوفير الحقائب المدرسية والقرطاسية، الى مبادرة لتوفير السكن الامن والمريح، وتجهيز المنازل بالفرش والاثاث وكل الاحتياجات الضرورية، الى مبادرة لتوفير المواد التميوينة والطرود الغذائية، الى مبادرات زراعية تهدف لجمع الخضار والفاكهة وتوزيعها على المستحقين، ولا ننسى مشاريع التمكين الاقتصادي والتي ساهمت بتوفير دخل ثابت للأسر، وتسديد احتياجاتها.